أيمن خلف الله أبودبارة مدير المنتدي
عدد المساهمات : 80 نقاط : 225 تاريخ التسجيل : 04/03/2011 العمر : 37 الموقع : السودان _ الجزيرة _ جنوب الجزيرة _ أم مرحي أبودبارة
| | بحث عن الــــــــــــــــهندسة المالية الإسلامية | |
2006) ٣٢ عبد الكريم قندوز أخرى، كل ذلك في إطار مو جهات الشرع الإسلامي بما يلبي الحاجات المتزايدة للتمويل... هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن ما تقوم به المؤسسات المالية التقليدية من تطوير مستمر لصيغ وطرق وأساليب التمويل بشكل قد يغري حتى المسلم إلى اللجوء إليها خاصةً في حالة عدم وجود بدائل، وأهمية الهندسة المالية الإسلامية هنا كذلك تكون طبعا في إيجاد تلك البدائل. الاستحسان والاستصلاح (المصالح المرسلة) الاستحسان هو باب لحرية التعاقد. ويروى عن الإمام مالك أنه قال: "الاستحسان تسعة أعشار العلم". والاستحسان هو ما يستحسنه المجتهد بعقله من غير أن يوجد نص يعارضه أو يثبته، بل يرجع فيه إلى الأصل العام، وهو جريان المصالح التي يقرها الشرع، وقال البعض أن الاستحسان هو أن يعدِل المجتهد عن أن يحكم في المسألة بمثل ما حكَم به في نظائرها، إلى غيره، وذلك لدليل أقوى يقتضي العدول عن الدليل الأول المثْبِت لحكم هذه النظائر( ٥٤ ). أما المصالح المرسلة أو الاستصلاح، وهو صنو الاستحسان، وأوسع شمولاً. ومعنى المصالح المرسلة الأخذ بكل أمر فيه مصلحة يتلقاها العقل بالقبول، ولا يشهد أصل خاص من الشريعة بإلغائها أو اعتبارها. ولكن لا بد من الأخذ بعين الاعتبار: - أن الأخذ بمبدأ المصالح، ولو لم يشهد لها دليل خاص من الشارع يفتح باب الهوى والشهوة، فيكون كل ما يشتهيه الشخص ويرغبه مصلحة ينبني عليها حكم شرعي بالإباحة والإقرار، وذلك يؤدي إلى المفاسد والبوار. - أن المصالح المرسلة تختلف باختلاف البلدان وباختلاف الأقوام، باختلاف الأشخاص، بل باختلاف أحوال الشخص الواحد، فإذا جعلنا كل مصلحة تقتضي حكما يناسبها، فقد تتناقض أحكام الشريعة الإسلامية، وتتضارب، فيكون مرة حلال، ومرة حراما، وذلك لا يجوز في الشرع. .٢٤٢- ٥٤ ) المرجع السابق، ص ص: ٢٤٠ ) الهندسة المالية الإسلامية ٣٣ - أن المصلحة المرسلة التي تناط بها أحكام الشريعة الإسلامية هي .( المصلحة التي فيها المحافظة على مقصود الشارع( ٥٥ التحذير من بيعتين في بيعة واحدة الأساس الآخر للهندسة المالية الإسلامية هو النهي عن بيعتين في بيعة نهى عن بيعتين واحدة. والنهي هنا ينصب على ما كان بين الطرفين، لأنه في بيعة، والبيعة إنما تكون بين طرفين، فإذا تضمنت بيعتين علِم أنها بين طرفين. فإذا كانت إحدى البيعتين مع طرف والأخرى مع طرف آخر لم تدخل في النهي. وباختصار فإن أي بيعتين بين طرفين تكون محصلتهما بيعة من نوع ثالث، ينبغي النظر إليها بمقياس البيعة الثالثة. وفي هذه الحالة يكون الحكم تابعا لحكم البيعة الثالثة، فإن كانت (أي البيعة الثالثة) ممنوعة شرعا كانت البيعتان كذلك. وإن كانت البيعة الثالثة مقبولةً شرعا لم يكن هناك حاجة للبيعتين، وأمكن تحصيل المقصود من خلال البيعة الثالثة مباشرة( ٥٦ ). وهذه القاعدة أي النهي عن بيعتين في بيعة واحدة هي أهم أسس الهندسة المالية وفق المنهج الإسلامي. وترجع أهميتها إلى أنها هي التي تضمن بالإضافة إلى السلامة الشرعية، الكفاءة الاقتصادية للمعاملات المالية. ( ب. الأسس الخاصة للهندسة المالية الإسلامية( ٥٧ يوجد أربعة مبادئ أو أسس خاصة للهندسة المالية الإسلامية، يمكن تقسيمها إلى مجموعتين متجانستين: ٥٥ ) محمد أبو زهرة، الملكية ونظرية العقد في الشريعة الإسلامية، مرجع سابق، ص ص: ) .٢٤٤-٢٤٣ ٥٦ ) إبراهيم سامي السويلم، صناعة الهندسة المالية: نظرات في المنهج الإسلامي، مرجع ) .٢٣- سابق، ص ص: ٢١ :Four Cs of Islamic Financial Engineering : ٥٧ ) أشار منور إقبال إلى بعض المبادئ والتي سماها ) .(Commitment) الالتزام -(Capability) القابلية -(Clarity) الوضوح - (Consciousness) الوعي أنظر: Munawar Iqbal, “ Financial Engineering and Evaluation of NewInstruments” , IRTI, Islamic Development Bank, DLC Lecture, November, 2004. ٣٤ عبد الكريم قندوز الوعي (وعي بالسوق وأحواله) ونقصد بالوعي بالسوق أن تكون الحاجات التي يتطلبها السوق معروفة لمن يقوم بالابتكار والتطوير للأدوات والأوراق المالية، بالإضافة إلى تحقيق التراضي بين جميع الأطراف...لأن الهندسة المالية تهدف أساسا وكما أشرنا سابقًا إلى تلبية الاحتياجات المختلفة لجميع الأعوان الاقتصاديين...مع استفادة جميع هؤلاء الأعوان. الإفصاح (بيان المعاملات وشفافيتها) ونقصد بالإفصاح( ٥٨ ) بيان المعاملات التي يمكن أن تؤديها تلك الأدوات التي يتم ابتكارها أو حتى تطويرها وذلك لسد الثغرات التي يمكن أن ينفذ منها المتلاعبون أو المضاربون لاستخدام تلك الأدوات لتحقيق غايات لم تكن تهدف إليها أصلاً أو التحايل على الربا أو القمار... مع الإشارة إلى أن الالتزام بالشريعة الإسلامية أو ما اتفقنا على تسميته بميزة المصداقية الشرعية للهندسة المالية يشكل بهذا الخصوص صمام أمان بسبب انضباط قواعد الشريعة الإسلامية. المقدرة والالتزام (الالتزام بالشريعة الإسلامية في التعامل) ونقصد بالمقدرة أو القدرة وجود مقدرة رأسمالية تمكن من الشراء والتعامل، وبالالتزام الالتزام بالشريعة الإسلامية. وإذا كان من الممكن للهندسة المالية الإسلامية أن تشترك مع الهندسة المالية التقليدية في الوعي والإفصاح والمقدرة، فإن الالتزام بالشريعة الإسلامية يعتبر أساسا خاصا بالأولى، كما أنه ميزة لها. الهندسة المالية الإسلامية والحيل هل الهندسة المالية الإسلامية مجرد اسم حديث لمفهوم قديم هو الحيل الربوية؟ أم أنها مفهوم جديد لتأصيل مبادئ الاقتصاد والتمويل الإسلامي وجعلها ٥٨ ) ويؤدي الإفصاح إلى تحقيق رضا جميع الأطراف. ) الهندسة المالية الإسلامية ٣٥ قادرة على المنافسة وفق قواعد الاقتصاد الإسلامي وليس وفق قواعد السوق الرأسمالية؟ وهل المقصود بالهندسة المالية تحوير المسميات الفقهية لتناسب العقود المعاصرة، أم أنها تسعى لاستحداث عقود وأدوات جديدة؟ وهل الهندسة المالية الإسلامية تفيد الاقتصاد العالمي بشئ، أم أنها خاصة بالمسلمين فقط لتوجد لهم مخارج تناسب إيمانهم بحرمة الربا والغرر؟ لا ريب أن الهندسة الإسلامية تهدف لإيجاد قيمة مضافة، وهذا يعني أن المنتجات الإسلامية تناسب المسلمين وغير المسلمين، وتحقق المصلحة لهم جميعا. بينما نجد كثيرا من المنتجات السائدة في الصناعة الإسلامية اليوم تناسب المسلمين فقط، لأنها مجرد تخريج أو إسباغ لثوب إسلامي على المنتجات غير الإسلامية. هذا لا يعني أن كل المنتجات في الصناعة التقليدية غير إسلامية، لكن نسبة كبيرة منها كذلك. ومهمة الاقتصادي المسلم المعني بالهندسة المالية ليس التخريج للمنتجات السائدة كالمشتقات، وإنما البحث عن منتجات تناسب المفهوم الإسلامي للتمويل والمخاطر. وهذه المنتجات موجودة وقائمة وليست في حيز العدم. وإذا كنا قد أشرنا إلى أن الأساس الإسلامي للهندسة المالية يرجع إلى من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها " : حديث النبي إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا. ومن س ن في الإسلام سنة سيئةً فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، لا ينقص من أوزارهم شيئًا" (رواه مسلم)، فقد أوضح العلماء أن السنة المقصودة في الحديث ليست هي التشريع أو تغيير الحكم الشرعي، وإنما هي تحقيق مقاصد التشريع وامتثال أحكامه بأساليب رائدة قد لا تكون مطروقة من قبل...و وصف العمل بالحسن لا يكون إلا بموافقة الشرع، إذ لا يمكن وصف العمل الذي يؤدي إلى تغيير للشرع بأنه سنة حسنة. إن هذا الأساس الذي تنبني عليه الهندسة المالية والتي تقوم أصلاً على ٣٦ عبد الكريم قندوز الابتكار والتطوير، يجعل من الضروري أن يكون هذا الابتكار والتطوير (المشروع طبعا) في التطبيق والتنفيذ للأحكام الشرعية، وليس التغيير للأحكام ذاتها. ولكي تنأى الهندسة المالية الإسلامية عن الحيل البدعية المذمومة، فإنه ينبغي تحديد جوانب الإبداع والابتكار، أو ما يمكن أن نسميه مجال عمل الهندسة المالية الإسلامية، ولعل من بينها -على سبيل المثال لا الحصر-: - استنتاج علل جديدة للحكم الشرعي إذا كان في الأصل معللاً، أو يقبل التعليل، فيبين الباحث نوع العلة التي يبنى عليها الحكم، ثم يبين الحكم عند انتفاء العلة. - حتى لو كان الحكم الشرعي ثابتًا ومحلاً للإجماع، ولا مجال لتعليله بما يعود عليه بالنقض، فمجال عمل الهندسة المالية الإسلامية سيكون في التطبيق، بحيث يحقق المصلحة الشرعية دون إخلال بحكم الشرع ومقاصده. - ترجيح أقوال الفقهاء في الأحكام المختَلف فيها عن طريق علل أو أدلة جديدة، للتيسير على الناس دون الإخلال بالقواعد والأحكام الشرعية. فالحلول الشرعية منسجمة مع قصد الشارع من الأحكام الشرعية، فهي تحقق مقصود الشرع دون إضرار بالمكلف، أو تحقق مصلحة المكلف دون إخلال بمقصود الشرع، مثال الأول الشفعة، الثابتة بقوله صلى الله عليه وسلم"من كان له شريك في ربعة أو نخل فليس له أن يبيع حتى يؤذن شريكه فإن رضي أخذ وإن كره ترك" (رواه مسلم وابن حبان)، فاوجب الشفعة، ولكن بالسعر، فلا يظلم الشريك البائع ولا الشريك المشتري، فهي تحقق قصد الشرع دون إضرار بالمكلف، ومثال الثاني حديث بلال المازني رضي الله عنه في شراء الجنيب بالجمع، فالنبي صلى الله عليه وسلم أرشده إلى ما يحقق مصلحته ومطلوبه دون إخلال بأحكام ربا الفضل. أما الحيلة فهي تحقق قصد المكلَّف المنافي لقصد الشرع، فإذا كان قصد الشرع منع الربا، فالحيلة هي اللجوء إلى بيعتين متتاليتين، كما في العينة، لتكون الهندسة المالية الإسلامية ٣٧ المحصلة هي نفس مصلحة القرض الربوي، فليس هناك قيمة مضافة ولا مثمرة لوجود هذين العقدين سوى الوصول إلى نتيجة العقد المحرم، لاحقا لمزيد من التفصيل حول هذه القاعدة إن شاء الله. والشريعة الإسلامية بحمد الله جاءت بما يكفل للناس وفاء احتياجاتهم الاقتصادية على أحسن وجه، وإنما ينشأ الحرج إما من خلل في فهم الشريعة المطهرة، أو في انحراف الواقع وبعده عن الإسلام، وقد أشار لذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال:"ولقد تأملت أغلب ما وقع الناس في الحيل، فوجدته أحد شيئين: ذنوب جوزوا عليها بتضييق في أمورهم فلم يستطيعوا دفع هذا الضيق إلا بالحيل، فلم تزدهم الحيل إلا بلاء، كما جرى لأصحاب السبت من اليهود، وكما قال تعالى: ﴿ فبظلمٍ من الذين هادوا حرمنا عليهم طيباتٍ أحلت لهم﴾ (النساء، ١٦٠ )، وهذا الذنب ذنب عملي. وإما مبالغة في التشديد لما اعتقدوه من تحريم الشارع، فاضطرهم هذا الاعتقاد إلى الاستحلال بالحيل، وهذا من خطأ الاجتهاد. و إلا فمن اتقى الله وأخذ ما أحل الله له وأدى ما أوجب الله عليه، فإن الله لا يحوجه إلى الحيل المبتدعة أبدا، فإن الله ما جعل علينا في الدين من حرج، بالحنيفية السمحة. وإنما بعث نبينا محمدا ٣. الفرق بين الهندسة المالية الإسلامية والهندسة المالية التقليدية بالرغم من اشتراك المدرستين الإسلامية والتقليدية في الحاجة للابتكار في وجود قيود تنظيمية، لكن الابتكار في الصناعة الإسلامية لا يؤدي إلى تجاوز الأحكام الإسلامية على النحو الذي يجري في الصناعة التقليدية. ويمكن التماس السبب في ذلك في الجوانب التالية: أ. ضرورة الانضباط بالنظم الإسلامية أن حوافز الانضباط بالنظم الإسلامية أكبر من تلك المتعلقة بالنظم غير ٣٨ عبد الكريم قندوز الإسلامية. فحافز التدين حافز عميق لدى المسلمين، ومن شأنه أن يحد من محاولات الالتفاف على الأحكام الشرعي الصريحة. بينما نجد الهندسة التقليدية لا تملك حوافز ذاتية للالتزام بروح الأحكام واللوائح القانونية. وعليه فمجرد بروز الفرصة للربح كاف في الالتفاف عليها. ب. انضباط الأحكام الشرعية أن الأحكام الشرعية نفسها أكثر انضباطًا وإحكاما وتناسقًا من الأنظمة البشرية. ويترتب على ذلك أن المحافظة على الأحكام الشرعية أيسر من المحافظة على الأنظمة الوضعية، نظرا لتطرق الخلل والتناقض للأخيرة بما لا يسمح للمتعاملين بالمحافظة عليها، خلافًا للأحكام والقواعد الشرعية. ٤. تحقيق مصلحة جميع المتعاملين أن الأحكام الشرعية تهدف إلى تحقيق مصلحة المتعاملين بها، فالالتزام يحقق هذه المصالح بما يجعل المتعاملين أكثر رضا وقناعة بها. بينما الأنظمة الوضعية لا تفرق بين المصالح الجزئية والمصالح الكلية، وبين مصالح جماعات الضغط والمصالح العامة. وتبعا لذلك ينشأ التنافر بين مصلحة المتعاملين وبين .( هذه الأنظمة( ٥٩ ٥. الأهمية العلمية والعملية للهندسة المالية الإسلامية أ. الأهمية العملية للهندسة المالية يمكن إيجاز الأهمية العلمية للهندسة المالية الإسلامية فيما يلي: يؤدي البحث والتطوير اللذان هما موضوع الهندسة المالية إلى - استكمال المنظومة المعرفية للاقتصاد الإسلامي ومواكبته للتطورات الحاصلة في العلوم المالية. يساعد وجود علم للهندسة المالية الإسلامية في إيجاد الكوادر الإدارية - . ٥٩ ) إبراهيم سامي السويلم، مرجع سابق، ص ١٠ ) الهندسة المالية الإسلامية ٣٩ التي يتطلبها العمل المصرفي الإسلامي، والتي تجمع بين المعرفة الشرعية والخبرة المصرفية الإسلامية. أن الأصل في المعاملات الإباحة، فلا يجوز المسارعة إلى تحريم - صورة من صور المعاملات المستحدثة حتى يتبين أن الشريعة قد حرمتها. أن العبرة في المعاملات المالية للعلل والمقاصد حيث أن أحكام فقه - المعاملات معللة وعللها مرتبطة بالحكم الشرعي وجودا وعدما بعكس فقه العبادات التي يجب التوقف فيها عند حدود النص، لذلك فعملية إلحاق العقود المالية المستجدة بأصول لها في الفقه الإسلامي مسترشدين بالعلة. أن الإسلام لم ينشئ العقود المالية، وإنما وجهها الوجهة الصحيحة عن - طريق تنقيتها من المحرمات وتشريع الأحكام العامة وتقرير القواعد الكلية .( المنظمة لها( ٦٠ ٦. الأهمية العملية للهندسة المالية وفق المنهج الإسلامي بالنسبة للأهمية العملية فهي: معظم الأدوات التمويلية الموجودة هي تلك التي تم تطويرها منذ قرون - مضت، وقد كانت تفي بحاجات المجتمعات آنذاك، لكن الحاجات التمويلية للأفراد والمؤسسات في الوقت الحاضر تتزايد بشكل مستمر، وهو ما يتطلب إيجاد ما يلبي تلك الحاجات التمويلية وذلك في إطار الالتزام بالحلال، وهنا تبرز أهمية الهندسة المالية الإسلامية في تحقيق ذلك. الاستفادة من التطورات التي تشهدها الأسواق العالمية ومحاولة - الاستفادة منها بدلاً من اتخاذ مواقف حيادية تجاهها. ٦٠ ) أحمد محمد محمود نصار، التكييف الفقهي للعقود المالية المستجدة وتطبيقاتها على ) ، نماذج التمويل الإسلامية المعاصرة، البنك الإسلامي الأردني، ٢٠٠٥ م، ص ٤ (http://www.kantakji.org/fiqh/Files/Law/takyef.doc )30/05/2006 ٤٠ عبد الكريم قندوز ضمان استمرارية النظام المالي الإسلامي ككل مع استفادة كل أجزائه - مع الحفاظ في ذات الوقت على أصالته من خلال الالتزام بالضوابط الشرعية التي تقوم مسيرته. رفع الحرج والمشقة عن جمهور المتعاملين من المسلمين الذين - يتعاملون بالعقود المالية بمستجداتها الحديثة، ولكي يكون للفقه الإسلامي حضور قوى على الساحة الاقتصادية بدلاً من تعطيله. إن المعاملات المالية وإن كانت مقاصد المكلفين فيها لا تخرج (في - الجملة) عن معاني الاكتساب وطلب الرزق وتنمية المال وقضاء الحوائج الدنيوية والأخروية، إلا أن السمة وسائلها التبدل والتغير والتطور بحسب الأمكنة والأزمنة، والأحوال والعادات والأعراف الجارية... وهذا ما يستدعي عدم غلق باب الاجتهاد في تكييف العقود الموجودة أو تطويرها أو إيجاد أخرى مستحدثة لما في ذلك من رفع المشقة والحرج على الناس (يقول ابن تيمية رحمه الله: "تصرفات العباد من الأقوال والأفعال نوعان: عبادات يصلح بها دينهم، وعادات يحتاجون إليها في دنياهم، فباستقراء أصول الشريعة نعلم أن العبادات التي أوجبها الله وأحبها لا يثبت الأمر بها إلا بالشرع، وأما العادات فهي ما اعتاده .( الناس في دنياهم مما يحتاجون إليه، والأصل فيه عدم الحظر"( ٦١ إذا اعتبرنا التكييف الفقهي جزءا من الهندسة المالية، فإنه قد يكون - أساسا لتطوير كثير من العقود المالية، فتكيف الأموال التي يودعها آلاف المودعين في حسابات استثمارية لهم في المصارف الإسلامية، والتعامل مع هذه الأموال كوحدة واحدة في عمليات المضاربة، مع العلم أنه لا يجوز خلط مال المضاربة بعد بدء عمليات المضاربة، أدى إلى استحداث ما يسمى بالمضاربة ٦١ ) أحمد بن عبدالله بن محمد الضويحكي، ضوابط الاجتهاد في المعاملات المالية، مؤتمر ) المؤسسات المالية الإسلامية، كلية الشريعة والقانون، جامعة الإمارات العربية المتحدة، .٣٤- ٢٠٠٥ م، ص ص: ٣٣ الهندسة المالية الإسلامية ٤١ المشتركة وتطوير عقد المضاربة الثنائية التقليدي المعروف في الفقه، وذلك .( للابتعاد عن ما لا يجوز في عقد المضاربة( ٦٢ طبيعة عمل المؤسسات التي تقوم بإجراء العقود المالية: وخاصة العمل - المصرفي الذي يعمل وفق نموذج الوساطة المالية بآلياتها المختلفة، فكثير من العقود المالية التقليدية لا يمكن للمصارف التعامل معها إلا باستحداث مستجدات ملحقة بها أو أفكار جديدة تمكنها من أن تكون عملية قابلة للتطبيق. طريق الألف ميل إن تطوير المنتجات الإسلامية الأصيلة التي تلبي الاحتياجات الاقتصادية وفي الوقت نفسه المقاصد والضوابط الشرعية ليس أمرا يمكن أن يتم بين عشية وضحاها، بل يتطلب الأمر الكثير من الجهد والبذل والإعداد. لكن العائد في النهاية يستحق التضحية، كما أنه ليس بعيد الحصول من حيث المدة الزمنية، بل يمكن البدء بجني الثمار خلال فترة معقولة جدا. المهم هو وضع الخطط الجادة التي تحدد مسار الصناعة الإسلامية بعيدا عن منهجية التقليد والمحاكاة إلى منهجية الأصالة والابتكار، ثم يتم تطبيق هذه الخطة تدريجيا، بحيث يتم تخصيص نسبة ٥%) مثلاً من الميزانية السنوية للمؤسسات المالية لتطوير المنتجات الجديدة، ) على أن يتم مراجعة النتائج وتقويم الأداء دوريا. وطريق الألف ميل كما يقال يبدأ بخطوة. لكن لا ينبغي أن يحملنا بعد المسير على أن نغير الوجهة والهدف أصلاً. وبالعزيمة والتخطيط والتدرج فإن الله تعالى يتكفل لعباده بالهداية والتوفيق: .( ﴿والذين جاهدوا فينَا لنهدينهم سبلَنا وإن الله لمع المحسنين﴾ (العنكبوت، ٦٩ خلاصة يقصد بالهندسة المالية الإسلامية مجموعة الأنشطة التي تتضمن عمليات ٦٢ ) أحمد محمد محمود نصار، التكييف الفقهي للعقود المالية المستجدة وتطبيقاتها على ) ، نماذج التمويل الإسلامية المعاصرة، مرجع سابق، ص ٤ (http://www.kantakji.org/fiqh/Files/Law/takyef.doc )30/05/2006. ٤٢ عبد الكريم قندوز التصميم والتطوير والتنفيذ لكل من الأدوات والعمليات المالية المبتكرة، بالإضافة إلى صياغة حلول إبداعية لمشاكل التمويل وكل ذلك في إطار موجهات الشرع الحنيف. تتميز الهندسة المالية الإسلامية بمجموعة من الخصائص عن الهندسة المالية التقليدية، فهي تجمع بين الكفاءة الاقتصادية والمصداقية الشرعية، وهما خاصيتان مترابطتان من جهة وتضمنان من جهة أخرى استفادة جميع الأطراف، هذا في الوقت الذي تتسبب فيه الهندسة المالية التقليدية في حدوث الانهيارات في البورصات وإفلاس الشركات... بسبب عدم تقيدها بأي قيود. وتُستخدم لإدارة المخاطر المختلفة التي تواجه المؤسسات المالية الإسلامية ولإدارة السيولة، وتمكِّن من ابتكار وتطوير أدوات وآليات تمويلية انطلاقًا من العقود المسماة في الفقه الإسلامي. وقد تبين لنا أن منتجات صناعة الهندسة المالية الإسلامية تتنوع بشكل كبير، لتشمل كل الأدوات والعمليات التمويلية التي تتوافق وموجهات الشرع الإسلامي. كما لا بد من الإشارة في الأخير إلى أن التحدي الأكبر أمام المؤسسات المالية الإسلامية في الوقت الراهن هو بالإضافة إلى المحافظة على المكاسب المحققة خلال مسيرتها هو المسؤولية عن بقاء النظام المالي الإسلامي ككل من خلال استيعاب المنتجات الحديثة في الصناعة المالية ولا يتحقق لها ذلك إلا من خلال الأخذ بالهندسة المالية الإسلامية. المراجع أولا: المراجع العربية أبو زهرة، محمد ( ١٩٧٧ م) الملكية ونظرية العقد في الشريعة الإسلامية، دار الفكر العربي، القاهرة، مصر. أحمد بن عبدالله بن محمد الضويحكي ( ٢٠٠٥ م) ضوابط الاجتهاد في المعاملات المالية، مؤتمر المؤسسات المالية الإسلامية، كلية الشريعة والقانون، جامعة الإمارات العربية المتحدة، مارس. الهندسة المالية الإسلامية ٤٣ البرواري، شعبان محمد إسلام ( ٢٠٠٢ ) بورصة الأوراق المالية من منظور إسلامي- دراسة تحليلية نقدية، دار الفكر، الطبعة الأولى، دمشق، سوريا. البلتاجي، محمد، " الضوابط الشرعية للعمل المصرفي الإسلامي"، http://www.bltagi.com/dawabet_eltamweel.htm حامد، حسان حسين ( ٢٠٠٠ م) قابلية تداول أسهم الشركات والمؤسسات المالية، المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب التابع للبنك الإسلامي للتنمية بجدة، ندوة الصناعة المالية الإسلامية بالإسكندرية، رجب ١٤٢١ ه، أكتوبر. حمود، سامي ( ١٩٨٩ م) الوسائل الاستثمارية للبنوك الإسلامية في حاضرها والإمكانيات المحتملة لتطويرها، المصارف الإسلامية، اتحاد المصارف العربية. حطاب، كمال توفيق ( ٢٠٠٥ م) نحو سوق مالية إسلامية، المؤتمر العالمي الثالث للاقتصاد الإسلامي، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، المملكة العربية السعودية. رضوان، سمير عبدالحميد ( ٢٠٠٥ م) المشتقات المالية ودورها في إدارة المخاطر ودور الهندسة المالية في صناعة أدواتها، دار النشر للجامعات، الطبعة الأولى، القاهرة، مصر. الزحيلي، وهبة ( ٢٠٠٢ م) المعاملات المالية المعاصرة، دار الفكر، دمشق، سوريا. سابق، سيد ( ١٩٩٨ م) فقه السنة، الجزء الثالث، دار الفكر للطباعة والنشر، الطبعة الثانية، بيروت، لبنان. الساعاتي، عبدالرحيم ( ١٩٩٩ م) نحو مشتقات مالية إسلامية لإدارة المخاطر التجارية، مجلة .٩٢- جامعة الملك عبدالعزيز: الاقتصاد الإسلامي، المجلد ١١ ، ص ص: ٥٥ السالوس، علي أحمد ( ٢٠٠٦ م) فقه البيع والاستيثاق والتطبيق المعاصر، مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا، مؤسسة الريان، الطبعة الرابعة، قطر. السالوس، أحمد علي (د.ت.) حكم ووقائع البنوك وشهادات الاستثمار في الفقه الإسلامي، مطبعة أمزيان، الجزائر. السالوس، أحمد بن علي ( ٢٠٠٥ م) مخاطر التمويل الإسلامي، المؤتمر العالمي الثالث للاقتصاد الإسلامي، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، المملكة العربية السعودية. السويلم، سامي إبراهيم ( ٢٠٠٦ م) المنتجات المالية الإسلامية بين الإبداع والتقليد، جريدة .٨/٩/ ١ و ١٤٢٧ /٩/ الاقتصادية، ١٤٢٧ السويلم، سامي إبراهيم ( ٢٠٠٠ م) صناعة الهندسة المالية: نظرات في المنهج الإسلامي، مركز البحوث، شركة الراجحي المصرفية للاستثمار، ديسمبر. ٤٤ عبد الكريم قندوز شبير، محمد عثمان ( ٢٠٠٤ م) المدخل إلى فقه المعاملات المالية، دار النفائس، الطبعة الأولى، الأردن. علي محمد صالح فتح الرحمن ( ٢٠٠٢ م) أدوات سوق النقد الإسلامية: مدخل الهندسة المالية الإسلامية، مجلة المصرفي، المجلد ٢٦ ، بنك السودان، الخرطوم، السودان، ديسمبر. فداد، عياشي ( ٢٠٠٢ م) البيع على الصفة للعين الغائبة وما يثبت في الذمة، مع الإشارة إلى التطبيقات المعاصرة في المعاملات المالية، المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب، البنك الإسلامي للتنمية، البحث ٥٦ ، الطبعة الأولى. القرة داغي، محمد علي ( ١٩٩٢ م) الأسواق المالية في ميزان الفقه، مجمع الفقه الإسلامي، .١٧٧/ الدورة السابعة ، القرار ١ http//:www.kantakji.org ، قنطقجي، سامر، نموذج الربا الرياضي، موقع فقه المعاملات اللجنة العلمية للبحوث العلمية والإفتاء ( ١٩٩٦ م) فقه وفتاوى البيوع، أضواء السلف، الطبعة الثانية، الرياض، المملكة العربية السعودية. الماحي، عصام الزين ( ٢٠٠٤ م) تقييم عمليات المصارف الإسلامية في أسواق الأوراق المالية المحلية والأجنبية وأسواق المعادن الثمينة، الملتقى السنوي الإسلامي السابع إدارة المخاطر في المصارف الإسلامية، الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية، عمان/الأردن، ٢٥ إلى ٢٧ سبتمبر. محمد، حسام الدين، داو جونز... النسخة الإسلامية، موقع إسلام أولاين: www.islamonline.net/arabic/economics/2004/09/article01.shtml نشأت، عبدالعزيز ( ٢٠٠٢ م) فن إدارة المخاطر، مجلة البورصة المصرية، عدد ٢٦٩ ، يوليه. نصار، أحمد محمد محمود ( ٢٠٠٥ م) التكييف الفقهي للعقود المالية المستجدة وتطبيقاتها على نماذج التمويل الإسلامية المعاصرة، البنك الإسلامي الأردني. وليد خالد الشايجي، وعبدالله يوسف الحجي ( ٢٠٠٥ م) صكوك الاستثمار الشرعية، مؤتمر المؤسسات المالية الإسلامية، كلية الشريعة والقانون، الإمارات العربية المتحدة، مارس. ثانيا: المراجع الإنجليزية Berger.A and L. Mester, (January1997) Inside the Black Box: What Explains Differences in the Efficiencies of Financial Institutions?, Journal of Banking and Finance, Vol. 21. Emanuel Derman (2005) What Is Financial Engineering?, (www.fenews.com/what-is-fe/what-is-fe.htm) Finnerty. J.D, (Winter1988) Financial Engineering in Corporate Finance: An Overview, Financial Management, vol. 17, no.4. الهندسة المالية الإسلامية ٤٥ Gerald Joe, (May1998) Defining Financial Engineering, Financial Engineering News, (www.fenews.com/fen4/defining.html) Jack Marshall, (2005), What Is Financial Engineering? (www.fenews.com/what-is-fe/what-is-fe.htm) Leonardo Burlamaqui, Jan Kregel, (April-June2005), Innovation, Competition and Financial Vulnerability in Economic Development, Brazilian Journal of Political Economy, vol. 25, nº 2 (98) Liew Soon Bin, Hierarchical Volume Visualization for Financial Data, School of Computer Engineering, Singapore, (www.cs.usyd.edu.au/~vip2000/poster/bin_vis.doc) Mason,S.Merton,R.and Tufano,P, (1995), Cases in Financial Engineering: Applied Studies of Financial Innovation. N.J.Prentice-Hall. Minsky, H., (1986) Stabilizing an Unstable Economy, New Haven and London: Yale University Press. Munawar Iqbal, (November 2004), Financial Engineering and Evaluation of New Instruments, IRTI, Islamic Development Bank, DLC Lecture. Soros, George, (1998)The Crisis of Global Capitalism, Public Affairs, New York. Scott Frame,W. (May2002), Empirical Studies of Financial Innovation:Lots of Talk, Little Action?, Research Department, Federal Reserve, Bank of Atlanta, (http://www.philadelphiafed.org/econ/conf/innovations/files/framewhite.pdf) Ubide, Angel, (Juin 2006), Démythifions les Fonds Spéculatifs, Finance et Développement, Fonds Monétaire International, (www.innovation.gov.uk) ٤٦ عبد الكريم قندوز Islamic Financial Engineering Abdelkarim Guendouz Hassiba Benbouali University, Chlef, Algeria Abstract. The concept of "financial engeneering" is as old as the financial transactions; however, it seems a relatively recent term, in view of its specialization. Most definitions of financial engeneering are those given by researchers who develop models and theories or design financial products for the conventional financial institutions. If this concept needs to be well defined academically, then its Islamic counterpart equally needs to be properly defined. This paper is an attempt to identify Islamic financial engeneering, defining its concept and everything related to it, starting from its characteristics, passing by its importance and usefulness and ending by its foundations. The paper also presents the most important financial products engineered up to now by some Islamic financial institutions.
| |
|