تعددت الدراسات التي
تؤكد أن طول الإنسان يلعب دوراً هاماً في درجة سعادته في الحياه وحمايته
من الأمراض سواء كان رجل أو امرأة، وفي المقابل، كشفت دراسة حديثة نشرت في
الولايات المتحدة أن الرجال ذوي الطول المتوسط ينجبون العدد الأكبر من
الأولاد.
وأوضح باحثون من جامعة "جرونيجن" الهولندية في دراسة نشروها في دورية
"البيئة السلوكية و البيولوجيا الاجتماعية" الأمريكية أن الرجال الذين
يبلغ طولهم حوالي 178 سنتمتراً أنجبوا بمعدل عام أكثر من ولدين.
وعزا الباحثون هذه الظاهرة الي احتمال أن يكون الرجال ذوي الطول المتوسط
يتزوجون في وقت مبكر. وقال الباحثون إن الدراسة تعكس الاعتقاد السائد بأن
الرجال الأطول أفضل في إنجاب الأطفال.
ومن جانبه، أكد الباحث جيرت ستولب "يبدو أن الرجال متوسطي الطول يحصلون على
شريكة قبل نظرائهم قصيري أو طويلي القامة "، غير أن الباحثين قالوا إن
تأثير الطول قليل نسبياً إذا ما قورن بأهمية الدخل المالي أو الثقافة.
كما اكتشف علماء استراليون علاقة وثيقة تربط بين طول الإنسان ودرجة سعادته فى الحياه.
وأوضح العلماء أن أصحاب القامة القصيرة جداً أو الطويلة جداً بما يزيد عن
الحد الطبيعي، يشتكون من فقدان الإحساس الشخصي بالرضا، مقارنة بأصحاب
الطول الطبيعي الذي يتراوح بين 150 و190 سنتيمتراً.
وخلصت الدراسة إلى أن الطول الفارع والوزن الثقيل يزيدان خطر إصابة السيدات بسرطان بطانة الرحم، خصوصاً مع الكسل وقلة الرياضة.
الرجل القصير أكثر غيرة
كما كشفت دراسة حديثة أن الرجل قصير القامة يعاني أكثر من الغيرة مقارنة بطويل القامة.
وأشارت الدراسة إلى أن الرجل طويل القامة هو الأكثر استرخاءاً والأقل
غيرة, حيث يرتبط طول القامة بالجاذبية والحضور الطاغي وأيضاً الخصوبة.
وأوضح الباحثون أن طول القامة هو أول ما يلاحظ عند الرجال ولذلك فهو مرتبط
بالمكانة، مؤكدين أن الرجال الأطول قامة ربما يتمتعون بمزايا
سيكولوجية, إلا أنهم يروا أن هناك عوامل أخري مثيرة للشعور بالغيرة.
ومن جهة أخري, تشير الأبحاث إلى أن غيرة المرأة سببها بالطبع جمال المرأة
المنافسة, وأن النساء قصار وطوال القامة هن الأشد غيرة مقارنة
بالمعتدلات القامة.
وفيما يعد أول إثبات علمي مباشر على أن طول الأنثى يؤثر على الانطباع
المأخوذ عن طبيعتها وشخصيتها، أكد العلماء بكلية لندن الجامعية أن السيدات
الأقصر صاحبات الحجم الصغير والمتوسط أكثر جاذبية وذكاء وصحة وخصوبة من
السيدات الأطول.
وتدعم هذه الدراسة الدراسات السابقة التي تفيد بأن القامة القصيرة ترتبط
بالحياة والخصوبة، بينما القامة الطويلة ترتبط بالقوة والسيطرة.
يذكر أن الغالبية من الرجال يجدون المرأة الطويلة أكثر ذكاءً واستقلالية،
في حين تكون المرأة قصيرة القامة في نظرهم، أكثر هدوءاً وحذراً وعطاء
وتقديراً لمشاعر الآخرين وأكثر اهتماماً بالأطفال والمنزل.
أصحاب السيقان القصيرة عرضة للأمراض
وذكرت دراسة علمية أن أصحاب عظام الفخذ القصير أكثر عرضة من غيرهم للإصابة
بداء السكري، و فسر الأطباء هذه العلاقة الغريبة بين داء السكري والأفخاذ
بالقول أن هناك عوامل تؤثر في تطور عظم فخذ الجنين، وهو في رحم أمه، وتسبب
في ذات الوقت بتقلص تحمل الجلوكوز، وتقود هذه الحالة مستقبلاً إلى تعرض
الطفل إلى داء السكري.
وأثبتت التحليلات الدقيقة أن النساء البيضاوات والقصيرات السيقان أكثر عرضة من السمراوات وغيرهن لداء السكري.
وأوضح الباحثون أن النساء اللاتي يتمتعن بأرجل قصيرة يكن أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بأمراض الكبد.
وأشار باحثون من جامعة بريستول، إلى أن الدراسة التي أجريت على 4300 إمرأة
تتراوح أعمارهن بين 60 و79 عاماً، وذلك من خلال قياس طول السيقان والقامة،
وقاموا بأخذ عينات دم من النساء لقياس 4 أنزيمات هي "اي ال تي"، "جي جي
تي"، "اي ال بي" ، "اي اي تي"، وقد وجد أنه كلما طالت الساقان انخفضت
معدلات 3 من هذه الأنزيمات.
وأضافت الدراسة أن النساء قصيرات السيقان لديهن معدلات أعلى من 4 أنزيمات
كبدية، مما يشير إلى خلل في وظائف الكبد، مؤكدين أن هناك أدلة متزايدة على
ارتباط طول الساق بالصحة.
ومن جانبها، أوضحت الدكتور أبيجيل فريزر التي قادت فريق البحث، أن لهذه
النتائج علاقة بمرحلة الطفولة فالتغذية الجيدة في هذه المرحلة تؤثر على
تطور الكبد ووظائفه، مشيرة إلى أنه قد يكون لطول السيقان تأثير عكسي على
تلك الأنزيمات، حيث تؤدي إلى تقلصها.
وأكد فريق طبى بجامعة بريستول بالمملكة المتحدة، أن النساء ذوات السيقان
القصيرة تتزايد لديهن مخاطر الإصابة بأمراض القلب، حيث أن احتمالات
الإصابة بأمراض القلب تقل بنحو 16 في المئة لكل زيادة تقدر بنحو 3ر4
سنتيمتر في طول الساق.
ووجدت الدراسة أن هناك علاقة بين طول السيقان في مرحلة البلوغ وهو مؤشر إلى
النظام الغذائي الذي كان متبعاً في الطفولة والبيئة التي نشأ فيها الشخص
وبين مخاطر الإصابة بمرض الشريان التاجي.
وعلى جانب آخر، اضافت الدراسة أنه إذا كان الأطفال يولدون بجذع طويل وسيقان
قصيرة نسبياً فإن نمو السيقان هو أحد أفضل الوسائل لقياس الآثر الإيجابي
للرضاعة الطبيعية واتباع النظم الغذائية التي تعطي طاقة عالية والثراء
الذي ينعم به هذا الشخص.
وأخيراً.. طول أصابع الرجل مؤشر على عنفه
أظهرت نتائج دراسة أجراها العلماء في جامعة آلبيرتا، أن طول أصبع السبابة
عند الرجل، مقارنة مع أصبع الخنصر، قد يساعد في الاستدلال على شخصيته
وميوله العنيفة والعدائية.
ووجد الباحثون بعد متابعة أكثر من 300 طالب جامعي، أن هذه الظاهرة تنطبق
على الرجال فقط لا على النساء، حيث تختلف نسبة طول أصبع السبابة إلى
الخنصر بين الجنسين.
وقد تبين وجود ارتباط مباشر بين أطوال الأصابع وكمية هرمون التستسترون
الذكري الذي تعرض له الجنين في الرحم، فكلما كان أصبع السبابة أقصر
بالنسبة لأصبع الخنصر كانت كمية التستسترون في المرحلة الجنينية أعلى،
وازدادت الميول العدائية للطفل ونزعاته للعنف في المستقبل.
وقد أشار العلماء في مجلة "علم النفس البيولوجي" إلى أن أطوال الأصابع تفسر
حوالي 5% من الاختلافات والتنويعات الموجودة في المقاييس الشخصية للبشر،
لذا فهي لا تمكن من رسم استنتاجات مؤكدة حول أشخاص معينين، فعلى سبيل
المثال، لا يمكن تحديد مؤهلات الأشخاص لعمل معين بناء على أطوال أصابعهم،
ولكنها تساعد على تحديد نوع شخصية الإنسان فقط.