منتديات ملتقي الاحبة السوداني
زوارنا الأفاضل مرحبا بكم في منتداكم الذي يحتوي علي الكثير والمفيد في عالم الإقتصاد _ السياسة _ الإجتماع _ الشعر _ الغناء _ القصص _ وكل ماهو طيب . إذن أكمل إجراءت تسجيلك في هذا المنتدي وتمتع بمزايا عديدة
تحياتي أيمن خلف الله أبودبارة المدير العام
منتديات ملتقي الاحبة السوداني
زوارنا الأفاضل مرحبا بكم في منتداكم الذي يحتوي علي الكثير والمفيد في عالم الإقتصاد _ السياسة _ الإجتماع _ الشعر _ الغناء _ القصص _ وكل ماهو طيب . إذن أكمل إجراءت تسجيلك في هذا المنتدي وتمتع بمزايا عديدة
تحياتي أيمن خلف الله أبودبارة المدير العام
منتديات ملتقي الاحبة السوداني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ملتقي الاحبة السوداني

أنشئ هذا المنتدي من أجل منهجية ودراسة أثر التركيب الإجتماعي في السودان . ويشتمل لمنتدي علي العديد من المنتديات الفرعية التي توفر العلم والمعرفة وكذلك يوجد بها العديد والعديد من المواضيع المفيدة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالبرامج
مرحبا بك أيها الزائر الكريم مع تمنياتنا لك بقضاء أمتع الاوقات أكمل تسجيلك وكن أحد التيم العامل بالمنتدي وتمتع بالعضوية
مرحبا بكم في منتديات ملتـــــــــــــــــــقي الأحبـــــــــــــــــة مع تحيات أيــــــــــــــــــــمن خلف الله أبودبارة المدير العام

 

 مفتـــــــــــــــــــــاح الجنة الجزءالثـــــــــــــــــاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أيمن خلف الله أبودبارة
مدير المنتدي
أيمن خلف الله أبودبارة


عدد المساهمات : 80
نقاط : 225
تاريخ التسجيل : 04/03/2011
العمر : 37
الموقع : السودان _ الجزيرة _ جنوب الجزيرة _ أم مرحي أبودبارة

مفتـــــــــــــــــــــاح الجنة الجزءالثـــــــــــــــــاني Empty
08042011
مُساهمةمفتـــــــــــــــــــــاح الجنة الجزءالثـــــــــــــــــاني

قال : عندي خير يا محمد .. إن تقتلني تقتل ذا دم .. ( أي ينتقم لي قومي ) .. و إن تنعم تنعم على شاكر .. وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت ..

فتركه صلى الله عليه وسلم حتى كان الغد .. ثم قال له : ما عندك يا ثمامة ؟

فقال : عندي ما قلت لك إن تقتلني تقتل ذا دم .. و إن تنعم تنعم على شاكر .. و إن كنت تريد المال فسل منه ما شئت ..

فتركه صلى الله عليه وسلم حتى بعد الغد .. فمر به فقال : ما عندك يا ثمامة ؟

فقال : عندي ما قلت لك ..

فلما رأى صلى الله عليه وسلم أنه لا رغبة له في الإسلام .. وقد رأى صلاة المسلمين .. وسمع حديثم .. ورأى كرمهم .. قال صلى الله عليه وسلم : أطلقوا ثمامة .. فأطلقوه .. وأعطوه دابته وودعوه ..

فانطلق ثمامة إلى ماء قريب من المسجد .. فاغتسل .. ثم دخل المسجد .

فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ..

يا محمد والله ما كان على وجه الأرض وجه أبغض إلي من وجهك .. فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي ..

و الله ما كان دين أبغض إلي من دينك .. فأصبح دينك أحب الدين إلي ..

والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إلي ..

ثم قال : يا رسول الله .. إن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى ؟

فبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالخير .. وأمره أن يكمل طريقه إلى مكة ويعتمر ..

فذهب إلى مكة يلبي بالتوحيد قائلاً .. لبيك لا شريك لك .. لبيك لا شريك لك ..

نعم أسلم فقال : لبيك لا شريك لك .. فلا قبر مع الله يعبد .. ولا صنم يُصلَّى له ويُسْجَد .. ثم دخل ثمامة رضي الله عنه مكة .. فتسامع به سادات قريش فأقبلوا عليه ..

فسمعوا تلبيته فإذا هو يقول .. لبيك لا شريك لك .. لبيك لا شريك لك ..

فقال له قائل : أصبوت ؟ قال : لا .. ولكن أسلمت مع محمد صلى الله عليه وسلم ..

فهموا به أن يؤذوه .. فصاح بهم وقال :

والله .. لا تأتيكم من اليمامة حبة حنطة .. حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم ..

فانظر كيف كان يعظم الله .. ويعظم غيره معه .. فصار بذلك مشركاً ..

نعم .. كانوا يعظمون الله .. أكثر من تعظيمهم لهذه الآلهة ..

فقل لي بربك .. ما الفرق بين شرك أبي جهل وأبي لهب ..

وبين من يذبح اليوم عند قبر .. أو يسجدُ على أعتاب ضريح .. أو يذبحُ له ويطوف ..

أو يقف عند مشهد الولي ذليلاً خاضعاً .. منكسراً خاشعاً ..

يلتمس من عظام باليات شفاء المريض .. ورد المسافر ..

عجباً .. والله يقول : { إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } ..

وهذا الشرك ..الذي يقع عند القبور من ذبح لها ..وتقرب إلى أهلها .. هو أعظم الذنوب ..

نعم أعظم من الخمر والزنا .. وقد قال تعالى ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء ) ..

نعم .. الله لا يغفر أن يشرك به .. بينما قد يغفر الله للزناة .. ويعفو عن القتلة والجناة .. أما الشرك فهو أعظم الذنوب .. ولا يغفره الله أبداً .. قال الله { إن الشرك لظلم عظيم } ..

والجنة حرام على المشركين .. قال تعالى : ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) ..

ومن وقع في الشرك .. أفسد عليه هذا الشرك .. جميع عباداته من صلاة وصوم وحج وجهاد وصدقة .. قال تعالى : { ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين } ..



والشرك له صور متعددة :

منها ما يخرج من الملة .. ويخلد صاحبه في النار إذا مات ولم يتب منه ..

كدعاء غير الله .. والتقرب بالذبائح والنذور لغير الله .. من القبور والجن .. والخوفِ من الموتى .. أو الجن والشياطين أن يضروه أو يمرضوه ..

ورجاءِ غير الله فيما يقدر عليه إلا الله .. من قضاء الحاجات .. مما يمارس الآن حول الأضرحة والقبور ..

فالقبور تزار لأجل الاتعاظ والدعاء للأموات .. كما قال صلى الله عليه وسلم : زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة ..

أما زيارة القبور لدعاء أهلها ..أو طلب الحاجات منهم فهذا شرك أكبر .. ولا فرق بين كون المدعو المقبور نبياً أو ولياً .. فكل هؤلاء بشر .. لا يملكون ضراً ولا نفعاً .. قال الله لأحب خلقه إليه محمد صلى الله عليه وسلم : ( قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا ) ..

ويدخل في ذلك ما يفعله الجهال عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم من دعائه والاستغاثة به .. أو عند قبر الحسين .. أو البدوي .. أو الجيلاني .. أو غيرهم ..

أما زيارة القبور للصلاة عندها والقراءة .. فهذه بدعة ..

وكثير من هذه القبور .. التي تُعظَّم .. يكون لها خدم يظهرون التقى ويختلقون الأكاذيب .. ويدعون إلى الشرك ..

ومما يزيد الطيب بلة .. أنهم لم يكتفوا بتعظيم الأموات وإنما صرفوا الأموال في تزيين القبور والبناء عليها ..

وقد حذر النبي عليه الصلاة والسلام من ذلك .. بل قال لعلي رضي الله عنه : لا تدع تمثالاً إلا طمسته .. ولا قبراً مشرفاً إلا سوّيته ..

ونهى صلى الله عليه وسلم أن ( يجصص القبر .. وأن يقعد عليه .. وأن يبنى عليه .. أو أن يكتب عليه " .. ولعن J " المتخذين عليها [ أي القبور] المساجد والسُرج " .. وقال عليه الصلاة والسلام : " لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " وهذا في قبره الشريف وفي كل قبر .. ولم يكن على عهد الصحابة والتابعين بناء على قبر نبي ولا غيره ..



ولكن ماذا يفعلون هناك ؟

يقصد كثير من القبوريين الأضرحة حاملين معهم الأغنام والأبقار .. وأنواع الأطعمة والأموال .. قرباناً لصاحب الضريح.. وقد يطوفون بالقبر وبتمرغون بترابه..

وتجد بعضهم يحلفون بالأولياء ولمقبورين بل لو حلف بالله ما قبلوا منه ولا صدقوه .. فإذا حلف باسم ولي من أوليائهم قبلوه وصدقوه ..

ومنهم من يخلع نعاله احتراماً لصاحب الضريح ..

ويتبرك بالضريح والقبة فيأخذ من ترابها.. أو يضع يديه على القبر ويمسح على جسده .. بل ترى المرأة ترفع طفلها .. وتهزه وهي تخاطب الشيخ المقبور راجية منه البركة في صغيرها .. وقد ترى من يسجد وهو مستقبل القبر ..

ومنهم من يعتكف عند القبر أياماً .. التماساً لشفاء أو قضاء حاجة ..

كما يظهر على الزائر الخشوعُ والسكينةُ والتأثرُ والبكاء..

فصار هؤلاء المقبورون آلهة من دون الله .. والله لا يرضى أن يعبد معه نبي ولا ملك .. فكيف إذا عُبد معه غيرهم ..

وهؤلاء المقبورون لا يستطيعون نصر أنفسهم .. ولا نفعها ,, فضلاً عن نفع غيرهم ..

وما أقرب حال من يعظمونهم ويخافونهم .. من حال وفد ثقيف لما أسلموا فخافوا من صنم عندهم .. وهو لا يضر ولا ينفع ..

فإنه لما تمكن الإسلام في الناس .. بدأت القبائل ترسل وفودها لتعلن إسلامها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ..

فأقبل بضعة عشر رجلاً من قبيلة ثقيف .. إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. فأنزلهم المسجد ليسمعوا القرآن .. فلما أرادوا إعلان إسلامهم .. نظر بعضهم إلى بعض فتذكروا صنمهم الذي يعبدون .. وكانوا يسمونه الربة ..

فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم .. عن الربا والزنا والخمر فحرم عليهم ذلك كله ..

فأطاعوا .. ثم سألوه عن الربة .. ما هو صانع بها ؟

قال : اهدموها .. قالوا : هيهات !! لو تعلم الربة أنك تريد أن تهدمها .. قتلت أهلها .. ومن حولها .. فقال عمر رضي الله عنه : ويحكم ما أجهلكم !! إنما الربة حجر ..

فقالوا : يا رسول الله .. تولَّ أنت هدمها . أما نحن فانا لن نهدمها أبدا ..

فقال صلى الله عليه وسلم : سأبعث إليكم من يكفيكم هدمها .. فاستأذنوه أن يرجعوا إلى قومهم ..

فدعوا قومهم إلى الإسلام .. فأسلموا ومكثوا أياماً .. وفي قلوبهم وجل من الصنم ..

فقدم عليهم خالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة في نفر من الصحابة ..

فأقبلوا إلى الصنم وقد اجتمع الرجال والنساء والصبيان ..

وهم يرتجفون .. وقد أيقنوا أنها لن تنهدم .. وسوف تقتل من يمسها ..

فأقبل عليها المغيرة بن شعبة .. فأخذ الفأس .. وقال لأصحابه :

والله لاضحكنكم من ثقيف .. فضربها بالفأس ..

ثم سقط يرفس برجله .. فصاح الناس .. وظنوا أن الصنم قتله ..

ثم قالوا لخالد بن الوليد ومن معه : من شاء منكم فليقترب ..

فلما رأى المغيرة فرحتهم بنصرة صنمهم .. قام فقال : والله يا معشر ثقيف .. إنما هي حجارة ومدر .. فاقبلوا عافية الله واعبدوه .. ثم ضربها فكسرها .. ثم علا الصحابة فوقها فهدموها حجراً حجراً ..

مادام أن الله فطر العباد على التوحيد .. فكيف نشأ الشرك ..؟!

لو تأملت كيف نشأ الشرك على الأرض .. لوجدت أنه الغلو في الصالحين ورفعهم فوق منزلتهم ..

ففي قوم نوح ..كان الناس موحدين ..يعبدون الله وحده لا شريك له ..ولم يكن شرك على وجه الأرض أبداً

وكان فيهم خمسة رجال صالحين .. هم وُد وسواع ويغوث ويعوق ونسر .. فلما ماتوا .. حزن عليهم قومهم .. وقالوا : ذهب الذين كانوا يذكروننا العبادة .. ويأمروننا بطاعة الله ..

فوسوس الشيطان لهم .. قائلاً : لو صوّرتم صورهم .. على شكل تماثيل .. ونصبتموها عند مساجدكم .. فإذا رأيتموهم ذكرتم العبادة فنشطتم لها ..

فأطاعوه .. فاتخذوا الأصنام رموزاً .. لتذكرهم بالعبادة والصلاح..!..

فكانوا فعلاً .. يرون هذه الأصنام فيتذكرون العبادة .. ومضت السنين .. وذهب هذا الجيل .. ونشأ أولادهم من بعدهم .. وكبروا وهم يرون آباءهم يثنون على هذه التماثيل والأصنام .. ويعظمونها .. لأنها تذكرهم بالصالحين ..

ثم نشأ قوم بعدهم .. فقال لهم إبليس: ( إن الذين كانوا من قبلكم كانوا يعبدونها .. وكانوا إذا أصابهم قحط أو حاجة لجئوا إليها ) فاعبدوها..

فعبدوها .. حتى بعث الله إليهم نوحاً عليه السلام .. فدعاهم ألف سنة إلا خمسين عاماً .. فما آمن معه إلا قليل .. فغضب الله على الكافرين .. فأهلكهم بالطوفان ..

هذا ما حدث في قوم نوح عليه السلام ..



واليوم نأتي إلى القبوريين فنسأل : كيف تبدأ علاقتهم بالضريح ؟ وكيف تنتهي بهم إلى الشرك ؟

تبدأ العلاقة بتقديس الأشخاص .. ذوي الصلاح والتقوى ..

ومن ثم : تستحب زيارة تلك البقاع .. ليس لتذكر الموت والآخرة .. بل لتذكر الشيخ الصالح ودعاءِ الله عنده رجاء الإجابة .. ثم لمسُ القبر والتمسحُ به ..

واتخاذه واسطة ووسيلة للشفاعة عند الله .. ويزعمون أن صاحب الضريح له جاه عند الله .. بينما صاحب الحاجة متلطخ بالذنوب .. لا يصلح أن يدعو الله مباشرة .. فلا بدَّ أن يجعل صاحب القبر واسطة بينه وبين الله !!

ثم يقذف الشيطان في قلوب الزائرين .. يقول لهم :

ما دام هذا المقبور مكرماً فقد يعطيه الله تصرفاً وقدرة ..

فيبدأ الزائر يعظم المقبور في نفسه .. ويهابه .. ويرجوه ..

ثم بعد ذلك يدعوه .. ثم يبني عليه مسجداً .. أو قبة وضريحاً ..

ثم ينسجون حوله الكرامات .. والقصص والحكايات .. فهذه امرأة دعته فرزقت زوجاً .. والثانية أنجبت ولداً .. وهكذا ..

وبعضهم يردد قائلاً .. من زار الأعتاب ما خاب .. أي: من زار الأضرحة والأعتاب ( المقدسة ) .. قضيت حاجته ونال مراده..

بل سئل أحد التجار : لماذا تقسم للزبائن بضريح الشيخ .. ولا تقسم بالله ؟

فقال : إنهم لا يرضون بالقسم باسم الله .. ولا يرضون إلا بالقسم بضريح سيدنا فلان .. فانظر كيف صار تعظيمهم للضريح أكبرَ من تعظيمهم لله !!

وما أقرب حال هؤلاء بما حكاه أبو رجاء العطاردي رضي الله عنه .. لما قال :

كنا في الجاهلية نعبد الأصنام .. والأحجار والأشجار ..

فكان أحدنا يعبد حجراً .. فإذا رأى حجراً آخر أمثل منه .. ألقى حجره وعبد الآخر .. فإذا لم نجد حجراً جمعنا جُثوة من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم طفنا به..

فخرجنا مرة في سفر .. ومعنا إلهنا الذي نعبده .. حجر قد جعلناه في خُرج .. فكنا إذا أشعلنا ناراً لطعام فلم نجد حجراً ثالثاً للقدر .. وضعنا إلهنا .. وقلنا : هو أدفأ له إذا اقترب من النار ..

فنزلنا منزلاً يوماً .. وأخرجنا الحجر من الخُرج ..فلما ارتحلنا صاح صائح من قومي فقال : ألا إن ربكم قد ضل فالتمسوه ..

فركبنا كل بعير صعب وذلول نبحث عن ربنا ..

فبينما نحن نبحث إذ سمعت صائحاً آخر من قومي يقول : ألا إني قد وجدت ربكم .. أو رباً يشبهه ..

فرجعت إلى موضع رحالنا .. فرأيت قومي ساجدين عند صنم .. فأتينا فنحرنا عنده الإبل ..

فاعجب من جهلهم في جاهلية ما قبل الإسلام .. واعجب أكثر من جاهليتهم اليوم ..

بالله عليك ما الفرق بين يعبد حجراً .. ومن يعبد قبراً ..

بين من ينزل حاجاته بأصنام .. ومن ينزلها برفات وعظام ..

بين من يتعبد لقبور الأولياء .. ومن يتعبد لطين وماء ..

نعم كل هؤلاء يقولون : ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ..



أربعة اعتراضات .. الأول :

قد يقول بعض المتعلقين بالقبور : أنتم تشددون علينا .. فنحن لا نعبد الأموات .. لكن هؤلاء المقبورين أولياء صالحون .. لهم عند الله جاه ومكان .. فهم يشفعون لنا عند الله .. فنقول : هذا هو شرك كفار قريش في عبادتهم للأصنام ..

فمشركو العرب كانوا مقرين بتوحيد الربوبية .. وأن الخالق الرازق المدبر هو الله وحده لا شريك له .. كما قال تعالى : ( قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ ) ..

ومع ذلك قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم .. لأنهم لم يفردوا الله بجميع أنواع العبادة ..

والشرك هو أن يفعل العبد لغير الله شيئاً يختص به الله سبحانه سواءً أطلق على ذلك الغير ما كان تطلقه عليه الجاهلية كالصنم والوثن .. أو أطلق عليه اسماً آخر كالولي والقبر والضريح ..



الثاني .. وقد يعترض بعض المتعلقين بالقبور .. ويقولون :

نحن نتقرب إلى المقبورين .. من الأولياء والصالحين .. من أجل طلب الشفاعة.. فهؤلاء الموتى قوم صالحون .. فلهم جاه وقدر عند الله .. نحن نطلب منهم أن يشفعوا لنا عند الله ..

فنقول لهم .. يا قوم .. ويحكم أجيبوا داعي الله وآمنوا به ..

إن الله قد سمَّى اتخاذ الشفعاء شركاً .. فقال سبحانه : ( وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ..

ونقول لهم أيضاً .. نحن نؤمن معكم .. بأن الله تعالى أعطى الأنبياء والأولياء الشفاعة .. وهم أقرب الناس إليه .. لكن ربنا نهانا عن سؤالهم ودعائهم ..

نعم .. الأنبياء والأولياء والشهداء .. لهم شفاعة عند الله .. ولكنها ليست بأيديهم يشفعون لمن شاؤوا .. ويتركون من شاؤوا .. كلا .. بل لا يشفعون إلا بعد أن يأذن الله لهم .. ويرضى عن المشفوع ..

الثالث .. وهنا شبهة .. قد يقذفها الشيطان في بعض القلوب ..

وهي أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم قد ضُمّن المسجد النبوي دون نكير.. ولو كان ذلك حراماً لم يدفن فيه..

والجواب: أن النبي صلى الله عليه وسلم دفن حيث مات .. والأنبياء يدفنون حيث يموتون كما جاءت بذلك الأحاديث ..

فدفن في حجرة عائشة رضي الله عنه .. فلم يدفن في المسجد .. وإنما دفن في الحجرة .. هذا في أول الأمر ..

والصحابة رضي الله عنهم دفنوه في حجرة عائشة كي لا يتمكن أحد بعدهم من اتخاذ قبره مسجداً .. كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه : ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد .. قالت : فلولا ذلك أُبرِزَ قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً ) أخرجه البخاري ومسلم ..

نعم دفن أول الأمر في بيت عائشة .. وكان بيت عائشة ملاصقاً للمسجد من الجهة الشرقية ..

ومضت السنوات .. والناس يكثرون .. والصحابة يوسعون المسجد من جميع الجهات .. إلا من جهة القبر ..

وسعوه من جهة الغرب والشمال والجنوب .. إلا الجهة الشرقية فلم يوسعوه منها لأن القبر يحجزهم عن ذلك ..

وفي سنة ثمان وثمانين .. أي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسبع وسبعين سنة .. وبعدما مات عامة الصحابة الذين كانوا بالمدينة .. أمر الخليفة الوليدُ بن عبد الملك بهدم المسجد النبوي لتوسعته .. وأمر بتوسعته من جميع الجهات .. وإضافة جميع حُجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم .. عندها وسع من الجهة الشرقية .. وأدخلت فيه حجرةُ عائشة رضي الله عنه .. فصار القبر بذلك ملاصقاً للمسجد ..

فهذه قصة القبر والمسجد ..



إذن .. لا يصح لأحد أبداً .. أن يحتج بما وقع بعد الصحابة رضي الله عنهم .. لأنه مخالف للأحاديث الثابتة .. وما فهمه سلف الأمة.. وقد أخطأ الوليد بن عبد الملك – عفا الله عنه - في إدخاله حجرة عائشة رضي الله عنه ضمن المسجد.. لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بناء المساجد على القبور .. وكان الأصل أن يوسَّعَ المسجد من الجهات الأخرى دون أن يتعرض لحجرة عائشة ..



فأقول للمتعلقين بالمقبورين .. يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به ..

بالله عليكم .. هل تعلمون أن السلف الصالح كانوا يتوسلون بضريح ومقام ؟ ويغفلون عن الملك العلام ؟

وهل تعلمون أن واحداً منهم وقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو قبر أحد من أصحابه وآل بيته.. يسأله قضاء حاجة من الحاجات .. أو تفريج كربة من الكربات ؟

وانظر إلى الصحابة في عهد عمر رضي الله عنه في المدينة النبوية .. لما انقطع المطر .. وشكوا ذلك إلى عمر رضي الله عنه .. خرج بهم ثم صلى صلاة الاستسقاء .. ثم رفع يديه وقال :

اللهم إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا بدعاء نبينا لنا فأسقيتنا .. اللهم وإنا نتوسل إليك بدعاء عم نبيك صلى الله عليه وسلم .. ثم التفت إلى العباس رضي الله عنه وقال : قم يا عباس فادعُ الله أن يسقينا .. فقام العباس ودعا الله تعالى .. وأمن الناس على دعائه وبكوا وابتهلوا .. حتى اجتمع فوقهم السحاب وأمطروا ..



فانظر إلى الصحابة الكرام .. وهم أكثر منا فقهاً .. وأعظم محبة للنبي صلى الله عليه وسلم .. لما نزلت بهم الكربات .. ما ذهبوا إلى قبر نبيهم صلى الله عليه وسلم .. ولا قالوا : يا رسول الله !! اشفع لنا عند الله .. كلا .. فهم يعلمون أن دعاء الميت لا يجوز وإن كان نبياً مرسلاً ..

فآهٍ ثم آهٍ .. لمساكين اليوم يزدحمون على عظام ورفات .. يلتمسون منها المغفرة والرحمات ..

يا قومنا .. ويحكم .. هل تعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما نهى عن إقامة الصور والتماثيل .. نهى عنها عبثاً ولعباً .. أم أنه خاف أن تعيد للمسلمين جاهليتهم الأولى ؟ بعبادة الصور والتماثيل ؟ وأي فرق بين من يعظم الصور والتماثيل .. وبين من يعظم الأضرحة والقبور ..



ومن وسائل الشرك .. الحلف بغير الله :

فلا يجوز الحلف بالكعبة .. ولا بالأمانة .. ولا بالشرف .. ولا بحياة فلان ..ولا بجاه النبي .. ولا بجاه الولي .. كل ذلك حرام .. لأن الحلف تعظيم لا يصح إلا لله ..

وقد روى أحمد عن ابن عمر مرفوعاً : "من حلف بغير الله فقد أشرك" ..

وقال صلى الله عليه وسلم : من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ..

فإذا حلف بغير الله .. وهو يعتقد أن عظمة المحلوف به كعظمة الله فهو شرك أكبر .. وإن اعتقد أن المحلوف به أقل من الله .. فهو شرك أصغر ..

ومن حلف بغير الله ناسياً .. فكفارته أن يقول : لا إله إلا الله ، كما روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من حلف فقال في حلفه باللات والعزى فليقل : لا إله إلا الله ) ..

ومن كان الحلف بغير الله يجرى على لسانه .. فيجب أن يجاهد نفسه على تركه ..



وكذلك من شرك الألفاظ الذي يجري على ألسنة بعض الناس ..

كقول بعضهم : ما شاء الله وشئت .. أو : لولا الله وفلان .. أو : مالي إلا الله وأنت .. وهذا من بركات الله وبركاتك ..

والصواب أن يقول : ما شاء الله ثم فلان .. ولولا الله ثم فلان ..



ومن وسائل الشرك :

تعليق التمائم والحروز والأوراق والحجب .. خوفاً من العين وغيرها .. فإذا اعتقد أن هذه مجرد أسباب وطرق لرفع البلاء أو دفعه .. فهذا شرك أصغر ..

أما إن اعتقد أنها تتحكم وتدفع البلاء بنفسها .. فهذا شرك أكبر لأنه تعلق بغير الله .. وجعل لغير الله تصرفاً في الكون مع الله ..

والتمائم نوعان :

من القرآن : كمن يعلق قماشاً أو جلداً .. أو قطعة ذهب .. أو غيرها قد كتب عليه آيات من القرآن .. وهذه لا تجوز .. لأنها لم يرد فعلها عن النبي J وأصحابه .. وقد تجر إلى تعليق غيرها ..

والنوع الثاني : من غير القرآن .. كمن يعلق ما كتب عليه أسماء الجن .. ورموز السحرة .. وهذا من وسائل الشرك عياذاً بالله ..

قال ابن مسعود : من قطع تميمة من إنسان .. فكأنما أعتق رقبة ..

ورأى النبي عليه الصلاة والسلام رجلاً قد علق في يده حلقة من صُفر ( حديد ) .. فقال له : ما هذا ؟ قال : من الواهنة .. أي خوفَ المرض ..

فقال : انزِعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً .. لو متَّ وهي عليك ما أفلحت أبداً ..

ومن الشرك : ادعاء علم الغيب ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eymoo.sudanforums.net
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

مفتـــــــــــــــــــــاح الجنة الجزءالثـــــــــــــــــاني :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

مفتـــــــــــــــــــــاح الجنة الجزءالثـــــــــــــــــاني

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» مفتـــــــــــــــــــــاح الجنة الجزءالثـــــــــــــــــالث
» مفتـــــــــــــــــــــاح الجنة الجزء الأولــــــــــــــــــــ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ملتقي الاحبة السوداني :: الـــــــــــمنتديات العـــــــــــــامة :: كـــــــــــتاب مفتاح الجــــــــــــنة-
انتقل الى: