أيمن خلف الله أبودبارة مدير المنتدي
عدد المساهمات : 80 نقاط : 225 تاريخ التسجيل : 04/03/2011 العمر : 37 الموقع : السودان _ الجزيرة _ جنوب الجزيرة _ أم مرحي أبودبارة
| موضوع: الشخصية السودانية السبت مارس 05, 2011 6:17 pm | |
| الشخصية السودانية السودان بلد ذو تاريخ قديم ضارب بجذوره، نشأت فيه حضارات متنوعة، وهبت عليه رياح مختلفة، يتمتع السودان بموقع جغرافي استراتيجي أهله ليصبح ملتقي للعديد من الهجرات العرقية من داخل وخارج القارة الإفريقية مما جعل العديد من الكتاب يطلقون عليه القارة المصغرة (يا أيها الناس إن جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) . ويقول علماء الاجتماع إن التنوع يعبر عن وحدة أخري وهذا القول ينطبق علي السودان من جهة التعدد والأعراف وكيانات القطر السوداني . بل أن هذا التعدد و التنوع والتباين يتناغم إلي درجة الانسجام ويتميز تمايزاً إلى درجة الانصهار ، تم ينسكب تيار محكم الخلط والخليط ونسيج متقن ليشكل هذا الكيان المنفرد الذي نسميه السودان . ففي السودان أكثر من مائة لهجة أو لغة محلية مختلفة يتم استخدامها كلغة تخاطب في مختلف أنحاء السودان فضلاً عما يربو عن الخمسين مجموعة عرقية كبيرة وتنقسم إلى ستمائة مجموعة صغيرة . فالواقعة القبلية في السودان علي غير الحال في كثير من دول إفريقيا تتميز بأنها بوتقة للتلاقي والتكافل في المحيط الاجتماعي علي سعته ،وتتنوع مكوناته وقد ظلت هذه المكونات والكيانات وتنوع أشكالها حافظا أمنا وحارساً حادباً لروح التباين ولقيم التكافل والتعاضد والتآزر والكرم والمروءة والشهامة بخاصة . كما كانت كادحاً رادعاً لكل أشكال الخروج علي قيم الدين وعلى كل تقليد كريم أو عرف طيب . إذا كنا نقول ان الإنسان ابن البيئة التي تعطي الحياة متعددة بتعدد البيئية السودانية النيل والأنهار الصغيرة والمياه الجوفية والسهول ويمكن القول داخل هذا الإطار الطبيعي ولدت الشخصية السودانية ، ونمت وأخذت بعدها التاريخي ، وخلال مسيرتها التاريخية الطويلة كانت الشخصية السودانية تتأثر بعاملين أولهما اثر البيئات المتعددة وداخل هذه البيئية يظهر الإنسان ويأخذ صورته المتميزة وينمو فيها ويتطور ويخلق ثقافته وربما لغته . أما العامل الأخر فهو عامل الحضارة الأوسع الذي يربط بين البيئات والتالي يعطي الشخصية السودانية بهذا الواقع . وما من شك في أن للصلات الإنسانية شأنها؛ إذ للاحتكاك والتفاعل آثاره سلبًاوإيجابًا. وكان لكل مجموعة من المجموعات التي هاجرت للسودان إنتماؤها الفكري والقبلي، وكان لكل منها دوافعها التي حدت بها للتحرك والنزوح، ومنهم أصحاب دعوة ورسالة، ومنهم أصحاب طمع في رغد العيش وسعته، ومنهم أهل استكشاف ومغامرة واقتحام. واستطاعت تلك المجموعات المتنقلة بحضارتها وثقافتها وأعرافها أن تتفاعل مع السكان الأصليين، وأن تقيم معهم علاقات إنسانية في مجالات شتى؛ فكانت العلاقات الاقتصادية من زراعة وتجارة، وكانت العلاقات الاجتماعية من مصاهرة وتزاوج، وكانت العلاقات السياسية من حكم وقضاء وحسم ما قد يقع من تنازع قد يفضي إلى معارك ضارية قد تنتهي إلى مسالمة ومعاهدات ومواثيق؛ فالنوبة مثلاً (رماة الحدق) كانت بينهم وبين المسلمين معاهدة معروفة ومشهورة. وهكذا كان بين أهل السودان وغيرهم من الصلات وشائج؛ إذ كانت حدودهم مفتوحة؛ تتفاعل مع كل وافد، ولم يعيشوا قط في جزيرة معزولة مقطوعة عما سواها؛ فكانت لهم صلاتهم مع ساكني الشمال من أهل مصر من عهد الفرعون، واستطاع بعض ملوكهم أن ينتصروا على بعض حكام مصر، وهكذا دوى اسم بعانخي وترهاقا في التاريخ؛ وحفروا أسماءهم في ذاكرته حفرًا، ثم كانت لهم مملكاتهم وحضارتهم في مروي ونبته؛ فإذا ما هبت رياحهم المسيحية تكونت سوبا وعلوة؛ حتى إذا أذن الله لشمس الإسلام أن تشرق على أهل السودان فتخرجهم بإذن ربهم من الظلمات إلى النور دخلوا في دين الله تعالى أفواجًا، وأقبلت ريح طيبة من الشمال والشرق، ومن الشمال الغربي، وانتشر العلم وذاع، وعلت القيم وسمت الفضائل، وكونت الممالك في تقلي وسنار وفي غيرها من بلاد السودان، وظهرت شخصيات إسلامية ضخمة حملت لواء الدعوة الإسلامية عاليًا خفاقًا؛ فتوحد الناس تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وانتصروا على عدو الله وعدوهم، وحرروا البلاد والعباد، ورفعوا الظلم والضيم عن كاهل المقهورين والمستعبدين. وما من ريب عندي أن للإسلام خاص الأثر البعيد الذي لا يمحى في تكوين الشخصية السودانية؛ حتى بالنسية للذين لم يعتنقوا الإسلام دينًا؛ وذلك لأنه الأقوى بكتابه، وسنته، وشرعته، ومنهاجه، وأسلوبه في التعامل، والتحاكم. المظاهر الايجابية والسلبية في الشخصية السودانية . أولاً: المظاهر الايجابية: هناك العديد من المظاهر السلوكية والفكرية الايجابية التي تميز الشخصية السودانية كالشجاعة والكرم والتضامن.. هذه المظاهر مصدرها القيم الحضارية التي تكتسبها هذه الشخصية من خلال علاقات انتمائها الاجتماعية والحضارية المتعددة، فهي ملازمة لنمو المجتمع السوداني، وفي ظله فان كل جيل يرث هذه القيم الحضارية ثم يطورها وينميها. الكرم:- الكرم عاده أصيلة وشيمه يتميز بها كل سوداني وهذه سمه لا توجد في كل الشعوب وقد من الله علينا بها رغم ضيق المعيشة وعدمالإمكانيات في أغلب الأسر السودانية وصح لسان من قال "بليلة مباشر ولا ضبيحة مكاشر": فالسوداني معروف بين كل الشعوب بكرمه وطيب إستقباله للآخرين وهذه محمده يجب ان نحافظ عليها من الإندثار .. اقول كيف يكون الحال لو ماكنت سوداني ؟؟؟؟؟؟ بلادي أنا بلاد ناسا في أول شئ مواريثهم كتاب الله ، وخيل مشدود، وسيف مسنون حداه درع، وتقاقيبهم تسرج الليل مع الحيران وشيخا في الخلاوي ورع وكم نخلات تهبهب فوق جروف الساب وبقرة حلوبة تتضرع وليها ضرع ،،، وساقية تصحّي الليل مع الفجراوى.. يبكى الليل ويدلق في جداولو دمع يخدر في بلادي سلام .. خدرة شاربي موية النيل .. تزرد في البوادي زرع بلادي أنا بتشيل الناس وكل الناس وساع بخيرها لينا يسع، وتدفق مياه النيل علي الوديان بياض الفضة في وهج الهجير بتشع،،، بلادي سهول ،،بلادي حقول،، بلادي الجنة للشـافوها ،أو للبرة بيها سمع ،، بلادي أنا بلاد ناساً تكرم الضيف وحتى الطير يجيها جيعان ثانياً: المظاهر السلبية: غير أنه نتيجة لعوامل ذاتية وموضوعية متفاعلة فقد حدث تخلف في النمو الحضارى للمجتمع السوداني. وقد أصبح الأخير مصدراً للعديد من المظاهر الفكرية والسلوكية السلبية. ومكرساً لحدوث انفصال أو قطيعة بين ما ينبغي ان يكون ممثلاً في المظاهر الايجابية التي مصدرها القيم الحضارية السابقة الذكر، وما هو كائن ممثلاً في المظاهر السلبية التي مصدرها تخلف نمو المجتمع السوداني. المظاهر الاجتماعية: فهناك العديد من المظاهر الاجتماعية الايجابية التي تميز الشخصية السودانية مصدرها القيم الحضارية التي تكتسبها هذه الشخصية من خلال علاقتي انتمائها الوطنية والقومية. وهناك العديد من المظاهر السلبية مصدرها تخلف النمو القومي (أن يُحول تخلف النمو الاجتماعي دون أن تبرز الأمة كطور ارتقت إليه القبائل والشعوب) والوطني (أن يحول تخلف النمو الاجتماعي دون أن يبرز الوطن كأرض مشتركة).. أ/ نمط التفكير والسلوك الجماعي: يسود المجتمع السوداني كمحصلة لتخلف نموه الاجتماعي، الجماعية القبلية التي قد تفرز أنماطاً من التفكير والسلوك الايجابي كالتضامن ومساعده.. الآخرين.. لكنها تفرز أيضاً أنماطاً من التفكير والسلوك السلبي، كالتدخل في شؤون الغير، المجاملة، التقليد والاعتماد على الآخرين وعدم الاستقلال الشخصي، الحسد، النميمة والمحاباة.... ب/ العنصرية: هنا يجب التمييز بين نمطين من أنماط العنصرية: الأول مصدره شعوب وقبائل تجاوزت الأطوار القبلية والشعوبية إلى طور أمة: فأصبحت جزءاً من كل، والثاني مصدره شعوب أو قبائل لم تتجاوز بعد الأطوار القبلية أؤ الشعوبية فهي كل قائم بذاته، مع قيام دولة تضم هذه الجماعات. ويسود في الواقع الاجتماعي السوداني العنصرية طبقاً لنمطها الأول. وهو غير مقصور على جماعة قبلية سودانية، بل يمتد ليشمل كل الجماعات القبلية والشعوبية السودانية، رغم تفاوته من جماعة القبلية إلى أخرى. ج/ الطائفية: وقد وضع الإسلام قواعد مطلقة عن قيود الزمان والمكان الأصول. وترك للمسلمين أمر الاجتهاد في وضع ما دون ذلك من قواعد محدودة بالزمان والمكان (الفروع). وهنا تكون المذاهب، لذا تعددت المذاهب عندما كانت المجتمعات المسلمة في حالة نمو. وعندما تخلف نمو هذه المجتمعات تجمدت هذه المذاهب على مضامين كسبتها في مراحل تاريخية سابقة وأصبحت قاصرة عن أن توفى بحلول لمشاكل الحياة في مرحلة لاحقة. كما أن هذا التخلف حال دون أن تبرز الامة كطور ارتقت إليه القبائل والشعوب. وهنا يبدأ الناس بالبحث عن روابط أضيق من الأمة. ومن أشكال هذا البحث العودة إلى المذاهب الدينية محاولين اتخاذها رابطة اجتماعية بديلة يحلون من خلالها مشاكلهم؛ فالطائفة إذاً مذهب ديني مقصور على جماعة أو جماعات معينة (عشيرة أو قبيلة أو شعب معين). وتفرز الطائفية أنماطاً من التفكير والسلوك السلبي كتقديس الزعماء، التقليد، التعصب... غير أنه يجب التمييز بين نوعين من أنواع الطائفية؛ طائفية ضيقة: بمعنى مذهب ديني مقصور على جماعة معينة (عشيرة، أو قبيلة، أو شعب معين)، وطائفية واسعة: بمعنى مذهب ديني يضم عدداً من الجماعات (عشائر، أو قبائل، أو شعوب) وإن لم يتعداّها إلى غيرها. والطائفية في السودان هي من النوع الثاني. د/ الخلط بين علاقات الانتماء المتعددة: واذا كان للشخصية السودانية انتماءات متعددة(وطنبه(سودانيه) قوميه(عربيه) عرقيه(زنجيه) قاريه(افريقيه) دينيه(اسلاميه),,,)، والعلاقة بينها هي علاقة تكامل لا تناقض، فانه يسود الخلط بين علاقات الانتماء المتعددة هذه، واعتبار أن العلاقة بينها هي علاقة تناقض، وبالتالي فإن الإقرار بعلاقة الانتماء المعينة يقتضي إلغاء علاقات الانتماء الأخرى (مذهب الوحدة المطلقة. المظاهر الثقافية: إن امتداد الحياة في ظل تخلف النمو الاجتماعي افرز العديد من المظاهر السلوكية السلبية بين المتعلمين والمثقفين. لتصبح هذه المظاهر السلوكية السلبية احد عوامل استمرار هذا التخلف؛ لأنها تفتك بمقدرة المثقفين الذين هم قادة حركة التطور الاجتماعي في كل المجتمعات. وهنا يجب عدم الخلط بين المثقفين (أي الذين لهم المقدرة الفكرية لإدراك المشكلات الاجتماعية ومعرفة حلولها والمقدرة على العمل الجماعي اللازم لحلها)، والمتعلمين أو الأكاديميين (الذين لا يعرفون من العلم إلا ما تعلموه في معاهده المتخصصة، ويجهلون علاقتها بمشكلات الواقع الاجتماعي أو لا يهتمون بتلك الصلة. الفردية: من أهم هذه المظاهر السلوكية السلبية هي الفردية، ومرجع هذه النزعة الفردية عند بعض المثقفين أنهم في المجتمعات المتخلفة قوة نادرة فلا تستطيع مجتمعاتهم أن تستغني عنهم، يمكن أن يضاف إلى هذا أسباب عدة، منها التغريب، ومنها ميراث الممارسة الليبرالية كمذهب فردي يترتب عليه إطلاق الفرد من التزاماته المترتبة على انتمائه إلى مجتمعه. هذه الفردية قد تأخذ شكلا سلبياً كالعزلة عن الجماهير، أو شكلاً إيجابياً كالاستعلاء على الناس. المظاهر الفكرية: نسبة لتخلف النمو الحضاري للمجتمع السوداني ظهرت بعض خصائص التفكير الأسطوري ، في بعض أنماط تفكير الشخصية السودانية وليس في أغلب أو كل أنماط التفكير فيها؛ أي أن الشخصية السودانية لم ترتد إلى نمط التفكير الأسطوري (كما يرى بعض المستشرقين)؛ بل تحولت إلى شخصية يختلط فيها التفكير العقلاني بخصائصه (الشك المنهجي، العقلاية، المنطقية والروح النقدية) مع التفكير الأسطوري (النزعة القطعية، اللا عقلانية، اللا منطقية، الرفض أو القبول المطلقين المظاهر العلمية: وبتخلف نمو المجتمع السوداني حضاريا تخلف علمياً أيضا لأن العلم أحد أنماط النشاط الحضاري. وهنا لم ترتد الشخصية السودانية إلى نمط التفكير الخرافي، بل أصبحت تتبنى بعض أنماط التفكير العلمي في بعض شؤونه، بينما ينتهج بعض أنماط التفكير الخرافي في البعض الآخر. وبالرجوع إلى الشخصية السودانية نجد الجمع بين النمطين من أنماط التفكير ماثلاً في الإقرار بعدم إمكانية نجاح أي فعل دون معرفة والتزام هذه القوانين لأغلب الناس في الأحوال العادية، مع الاعتقاد بإمكانية نجاح فعل بعض الناس في حالات معينة، دون معرفة والتزام هذه القوانين. كما نجد عدداً من خصائص التفكير الخرافي كالاعتقاد بإمكانية العلم بالغيب (رمي الودع وقراءة الكف وضرب الرمل وقراءة الأبراج) وشيوع هذا الاعتقاد حتى بين المتعلمين، رغم تحريم الإسلام القاطع له. وعدم احترام قيمة الزمن. وانتفاء الموضوعية ومن أشكالها خداع الذات (الإنكار الذاتي للحقيقة.. الموضوعية)، التبرير بدلا عن التفسير، (الدفاع الذاتي عن الواقع بدلا عن المحاولة الموضوعية لمعرفة الواقع تمهيدا لتغييره) . ومن خصائص التفكير اللا علمي شيوع التفكير الاحصائي (الاستاتيكي) (كبديل للبحث العلمي لا كخطوة من خطواته) والمتمثل في التعميم غير العلمي الذي يعبر عنه القول (لكل قاعدة شواذ) و(الاستثناء يثبت القاعدة). ومن أنماط التفكير والسلوك اللا علمي محاولة القفز (مما هو كائن) إلى (ما ينبغي أن يكون)، اي دون تدرج (مما هو كائن) إلى (ما هو ممكن) إلى (ما ينبغي أن يكون)، هذه المحاولة تؤدي (في التحليل النهائي) إلى الإبقاء على ما هو كائن ، أما ما ينبغي أن يكون فيصبح مجرد حلم أو أمنية مقطوعة الصلة بالواقع. وقد تؤدي إلى القطيعة بين الكلام والفعل، اي إيجاد عالمين منفصلين: عالم مثالي يجسد ما ينبغي أن يكون يظهر في الكلام. وعالم وقعي يجسد ما هو كائن ويظهر في السلوك الفعلي. ومن أنماط التفكير والسلوك اللا علمي خصائص إصدار أحكام قبلية على الأشياء والاحداث والناس، اي قبل التحقق من صدق أو كذب هذه الأحكام (الأحكام الانطباعية) المظاهر التدينية: وقد اكتسبت الشخصية السودانية الكثير من القيم الدينية والحضارية من خلال الإسلام كعلاقة انتماء ديني حضاري، غير أن واقع تخلف النمو الحضاري للمجتمع السوداني أدى إلى شيوع بعض أنماط التفكير والسلوك البدعي، والبدعة هي الاضافة إلى أصول الدين دون الاستناد إلى نص يقيني الورود قطعي الدلالة، فنمط التفكير البدعي وان كان يتفق مع الدين في الموضوع، فيتناول ما هو غيبي مطلق، فانه يختلف عنه (وبالتالي عن نمط التفكير الديني «الاجتهاد») في وسيلة المعرفة، فهو يستند الى الحواس والعقل دون أن يكون محدوداً بالوحي كما في الأخير، وبالتالي فإنه يتضمن نمطي التفكير شبه الخرافي وشبه الاسطوري لأنه يخلط (جزئياً) بين وسائل المعرفة المستخدمة في مجالات المعرفة الانسانية المتعددة. التغيير: إن تغيير الشخصية السودانية لا يعني إلغاء القيم الحضارية لهذه الشخصية، واستبدالها بقيم جديدة (كما يرى التيار التغريبي)؛ إذ أن محاولة اجتثاث أية شخصية من جذورها محاولة فاشلة لن تؤدي إلى حطام شخصية. كما أنه لا يتم من خلال الإبقاء على هذه الشخصية كما هي كائنة (كما يرى التيار التقليدي)؛ لأن هذا يعني الإبقاء على المظاهر الفكرية والسلوكية السلبية التي افرزها تخلف النمو الحضاري. بل بإلغاء هذه المظاهر السلبية بإلغاء سببها (تخلف النمو الحضاري)، لتبقى هذه القيم الحضارية كمصدر للمظاهر السلوكية والفكرية الإيجابية. من زاوية أخرى فإن التغيير لا يتم بالقفز على الواقع، بل بالتدرج (بالانتقال به مما هو كائن إلى ما هو ممكن إلى ما ينبغي أن يكون). على هذا فإن التغيير يتم عبر مرحلتين: الأولى هي مرحلة الانتقال مما هو كائن إلى ما هو ممكن. كما أنها مرحلة نشر الأفكار التي تسهم في تأكيد هذه القيم الحضارية وتطويرها، واستيعاب ما لا يناقضها من قيم وأساليب وحلول من مجتمعات أخرى. كما أنها مرحلة محاربة التفكير البدعي «والتفكير شبه الخرافي وشبه الاسطوري المضمن فيه» ونشر التفكير الاجتهادي «والتفكير العلمي والعقلاني - الذي لا يتناقض مع الوحي - المتضمن فيه» كشرط ذاتي لتحقيق التقدم الحضاري للمجتمع السوداني.. والثانية هي مرحلة الانتقال مما هو ممكن إلى ما ينبغي أن يكون. وهي مرحلة تطبيق النظم التي ُتجسِّد هذه القيم الحضارية وتطويرها، التي تلغي المظاهر السلوكية والفكرية السلبية بإلغاء مصدرها المتمثل في تخلف النمو الحضاري، بالاحتكام إلى الجماهير ذاتها . ومن مميزات الشخصية السودانية ايضا . الجلابية السودانية الجلابية هذا الرمز و هذه العلامة الأبرز في الشخصية السودانيةو التي بكل تأكيد تضفي لها نوعا من الهيبة و مسحة من الجمالغير أن لهذه الجلابية شيئا من الخصوصية و التميز للشخصية السودانية دون سواها وتعد العمامة السودانية من مكملاتالزىالسوداني الرسمي،الذي لا يكتمل دون وجود هذه العمامة،فبرغم من تعدد أسباب ارتدائها بالنسبة ,الي السودانيين الذين يتخذها بعضهم للزينة،والبعض الآخر يعدها أحد أسباب الوقار.. ثوب المرأه السودانية لا يعتبر الثوب السوداني مجرد زي يميز السودانيات،اذ بات مع مرور الزمن جزءاً من التراث الشعبي،الذي يحرص مواطنوه على إعلان الانتماء إليه بشتى الطرق، خاصة عندما يوجودون خارج بلادهم في إشارة إلى هويتهم وثقافتهم،فضلا عن كونه معبراً عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي،للمرأة السودانية التي لا يمكن أن تخلو خزانتها من ثوب ،بعدة نسخ منه، تزيد من أناقتها حتى لو لم تكن ترتديه باستمرار،بل حتى الأغنيات الوطنية السودانية وجدت في هذا الزي بعضامن رائحة الوطن الذي يميزه بين الاوطان، ومنها أغنيةيا بلدي يا حبوب، يا أبو جلابية وتوب». يعود تاريخالثوب» السوداني إلى سنوات بعيدة، تزيد من عمق تأثيرهفي مفردات الحياة الاجتماعية السودانية. ففي الماضيكانت الفتاة في السودان، تلتزم بارتدائه بمجرد بلوغهاسن الثانية عشرة من عمرها، إيذاناً باكتمال أنوثتها،ومعبراً عن وصولها سن الزواجوإذا كان المثل العربي يقول انه لكل مقام مقال، فإن المرأةالسودانية تقول «لكل لقاء ثوب»، فعندما تزور المرأةالسودانية جيرانها ترتدي ثوبا بسيطا تطلق عليه ثوب الجيران،وعندما تستقبل أحدا في منزلها ترتدي ثوبا يتناسب مع المناسبة،ويتكون الثوب السوداني من قطعة من القماش يختلف طولهاحسب طريقة ارتدائه، فيبلغ طول الثوب الذي يتم ربطه منالوسط إلى أربعة أمتار ونصف المتر، بينما يبلغ طول الثوب،الذي يتم ارتداؤه من دون ربطه من الوسط، نحو تسعة امتار،المرأة ورأسها فيما يشبه طريقة الساري الهندي، الذي يختلفعن الثوب السوداني في أنه لا يغطي رأس المرأة ،وتحرص السودانية على ارتداء تنورة أو فستانبلون مناسب للون الثوب قبل ارتدائه . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد، وسلم تسليمًا كثيرًا.... | |
|